mardi 2 septembre 2008

احذروا لصوص رمضان

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:أيها الأخوة والأخوات اعلموا أن كل فرد منا مأمور بأن يتمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم وجادة الحق التي لا اعوجاج فيها ذلك ما أوحى الى النبي الذي جعله شرفا لرسول الله وأمته وأنهم سيسألون عن العمل به واحترامه وتقديره والتمسك به وعن شكر هذه النعمة التي هي نعمة الاسلام نعمة الايمان قال تعالى: (فاستمسك بالذي أوحى إليك انك على صراط مستقيم وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) ولقد أوجب الاسلام على كل فرد حقوقا والتزاما لله أو للخلق لانه دين عبادات ومعاملات، ولكن كثيرا ما يضل الانسان ويفلت الجادة بوازع من الجهل او النفس الامارة بالسوء او بتحسين وتزيين عدو الله وعدوكم وجنوده من شياطين الجن والانس الذين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا، ومعلوم ان الانسان لم يخلق ملكا كريما ولا بشرا معصوما وانما هو انسان تتجاذبه قوى الخير والشر، وداعي الحق وداعي الضلال وتارة تتغلب عليه قوى الخير فيطهر قلبه وتسمو روحه وترتفع الى عالم السماء وتارة تتغلب عليه قوى الشر فينغمس قلبه في سوء الذنوب ويتلطخ بآثامها وتحطه الى الحضيض الاسفل وتخلو نفسه إلى الارض فمثله مثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث، وهنا يحتاج الانسان ان يصحح اخطاءه، ويعالج امراضه يغسل نفسه ويطهر قلبه مما ران عليه، ويستأنف العمل مستقبلا حياته في ثوب جديد نقي مادام الباب مفتوحا والفرصة مواتية قبل ان يوصد امامه فلا يجد إلى ذلك سبيلا، ولا إلى بلوغ مرامه طريقا وذلك بالتوبة والانابه والرجوع عن التمادي في الغي والضلال، قال صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وقال أيضا ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها رواه مسلم,فمن رحمة الله علينا ان فتح باب الامل والرجاء امام الخطائين ليتوب مسيئهم ويرجع الى رشده شاردهم ويغفر لهم ما اقترفوا من اثم او معصية، قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) وفي الحديث القدسي ما يدل على سعة عفوه ومغفرته وقبول الدعاء ممن لم يشرك به شيئا,قال الله تعالى: يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء والارض ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ومن الازمان المباركة التي يجب ان تستغل شهر رمضان فهو بحق مدرسة عظيمة ينبغي الاستفادة منها,, يقول ابن القيم- رحمه الله- كما في زاد المعاد
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الاكثار من انواع العبادات وكان اجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان , إن رمضان يا مسلمون فرصة عظيمة لتجديد التوبة مع الله والاقبال عليه والانطراح بين يديه,, وإن مما يحز في النفس ويضيق الصدر ويدمع العين ما نراه من مظاهر لا تليق بالمسلم في رمضان وفي غير رمضان، منها إضاعة الأوقات والصلوات عجباً !! يصومون ولا يصلون وهذا والله من أشد التناقض!! وأيضا السهر فتجد بعضهم -هداه الله- يسهر طوال الليل ثم ينام النهار كله!! فلا هو استفاد من وقته ولا هو شعر بتأثير الصيام على روحه وقلبه وجسده وهذا والله من أشد الحرمان
و المشاهد أن الكثير من الاوقات لدى اغلب الناس مهدورة في شهر رمضان الا من رحم ربك!! و سبب ذلك يعود الى ان الناس اعتادت على ذلك طوال العام بعيدا عن عملية تنظيم الوقت!! الذي يجب ان يكون له تنظيم مما يساعد على الانغماس في العمل الصالح وخاصة ان في شهر رمضان نفحات ربانية كثيرة منها غفران الذنوب والعتق من النيران فاحسان القيام وتلاوة القرآن والاكثار من النوافل وصلاة ودعاء وصدقة وأعمال الخير المفتوحة التي حث عليها الدين الإسلامي ..لكن للاسف هناك اناس يهدرون اوقات رمضان كشعبان وجمادى في اللعب والتسوق مبعدين انفسهم عن موسم الخير والعبادة وخاصة في فئات الشباب الذين يستمرون في النوم طوال النهار في شهر رمضان وهذا وقت مهدر إذاً فما بقي من الوقت يمكن ان نطلق عليه ثمين,, فعلى الانسان ذي البصيرة ان يغتنم هذه الايام بما فيها من روحانية وعدم اضاعة اوقاتها المحسوبة من رصيد عمر الانسان في هذه الدنيا..
فمواسم الخيرات في العام كثيرة وهذه من نعم الله علينا لأجل توبة نصوح تجبّ ما قبلها من الذنوب (فسبحان الغفور الرحيم) وقال عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ),, فرمضان اوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فيه تصفد الشياطين بما يعطي الانسان الاقبال على طاعة ربه (فطرة الله التي فطر الناس عليها) فيجب على الانسان ان يروض نفسه على اغتنام هذه الفضائل بما يقودها الى شغف انصراف في عبادة الله طوال العام (فسبحان من هو رب رجب وشعبان ورمضان),, ولكن (انما يتذكر اولو الالباب) وتبقى مسؤولية الاسرة والمجتمع المحيط بالشخص كبيرة لتعديل سلوكه نحو الطريق الصحيح والمستقيم فقد انقلبت الموازين لدى كثير من الناس فأضاع وقته في شهر الغفران فمنهم من همه الاكل جودة ونوعا, ومنهم من جعل همه الترحال من موقع الى آخر ترفيها عن النفس (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وآخر جعل همه السهر ليلا والنوم بالنهار والتسابق لمختلف الالعاب وتغيير السلوك لا يتم الا بالتي هي احسن والنصيحة والمساهمة في ايجاد البدائل المفيدة (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) فالعمر ما يمضي منه لن يعود !!
مشكلة اخرى وبلية عظمى بلي بها الكثير من الناس صدتهم عن اغتنام روحانية شهر رمضان وهي القنوات الفضائية فهي بحق وكيل معتمد للوزروإ هدار الوقت بما نفذته الفضائيات من مسابقات فوازير ومسلسلات وسهرات تلفزيونية وبرامج ترفيهية يعد لها طوال العام لتعرض في هذا الشهر الكريم المبارك فمن خلالها تمرر ايام الشهر على جناح الغفلة وليس هذا فحسب وانما الهدف من الكثير من تلك البرامج في الكثير من القنوات محاولات التضليل في مواسم التوبة والعفو والمغفرة!!ولان الاعلام وسيلة من وسائل الاتصال فرسالته قد تخدم المجتمع وقد تهدمه!! ويأتي صدى الكثير من البرامج في شغل ابناء وبنات المسلمين عن الطاعة وعبادة الله حق العبادة فلا وقت لقراءة القرآن!! او صلاة التراويح !!او حفظ الاحاديث ولان النفوس تتأثر وتضعف وتحيد عن الطريق اذا وجدت معطيات الترفيه الذي يزيد من نسبة الغفلة!! فان هذه مسؤولية رب الأسرة في وضع حد فاصل بين فعل الخيرات واداء ركن من اركان الاسلام بدون تجريح وبين متابعة راقصات الفوازير الكم الهائل من المسابقات !! والمسلسلات !!والاعلانات وغيرها!!,اخوتي اخواتي ..اننا في شهر كريم يباهي الله بعبادة عند ملائكته والشقي من حرم رحمته شهر لا يحتاج الى غفلة عن زيادة الأجر بفعل الخير وتسويف التوبة والسماح لأولئك اللصوص لسرقة روحانية الشهر واضاعة فرص الأجر!!,كما ان التركيز على برامج الترفيه يأخذ مجالا واسعاً في الشهر الكريم!! مما يؤكد بأن مسميات الفوازير والمسلسلات والمسابقات وبرامج النجوم والكاميرات الساخرة والمنوعات كل هذا غثاء المتفرغين لإشغال الناس واحالة حياتهم الى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت بل هدر العمر!!,فيا ترى كم رب اسرة ادرك بان الأمر اعمق من مجرد تسلية وكم رب اسرة ادرك بانه مسؤول عن تربيتها وعن وقت ابنائه وبناته المهدر وهل سيسمح بهدر الوقت من قبل لصوص رمضان بدون اعتراض او رفض ام ان المسألة مسألة ترفيه والتلفزيون اخف ذنباً من غيره,, وماذا بعد من الاعتذار في اهمال التربية الاسلامية!!
جعلنا الله وإياكم من العتقاء من نيرانه والفائزين بجنته ورضوانه وجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيمانا وإحتسابا ..

Aucun commentaire: