lundi 10 septembre 2007

فضل قول لااله الاالله محمد رسول الله

((بسم الله الرحمن الرحيم)) ((روي عن النبي محمد ((صلى الله عليه وسلم)) انه قال من قال لااله الا الله محمد رسول الله .خرج من فمه ملك مثل الطير الاخضرله جناحان احدهما باالمشرق والاخر بالمغرب ابيضان مكللان باالدر والياقوت فيرتفع حتى اذا انتهى العرش وله دوي كدوي النحل تقول له حملة العرش اسكن بعزة الله فيقول لااسكن حتى يغفر الله لقائلها فيقول الله ((عز وجل)) قد غفرت لقائلها تم يجعل الله ((تعالى)) لذلك الملك الطائر سبعين لسانا يستغفر لصاحبها الى يوم القيامه ويجيء ذلك الطائر يوم القيامه فييأخذ بيد صاحبها ويكون له قائدا ودليلا الى الجنه))(( اكثرو من قول لااله الا الله محمد رسول الله رطبو لسانكم بذكر الله )) اللهم اغفر لنا ولجميع المسلمين اللهم امين

صلاة التراويح

صلاة التراويح ليست واجبة على النساء ولا على الرجال، وإنما هي سنة لها منزلتها وثوابها العظيم عند الله.
روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه ".
من صلى التراويح بخشوع واطمئنان مؤمنا محتسبا، وصلى الصبح في وقتها، فقد قام رمضان واستحق مثوبة القائمين.
وهذا يشمل الرجال والنساء جميعا. إلا أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها بالمسجد، ما لم يكن وراء ذهابها إلى المسجد فائدة أخرى غير مجرد الصلاة، مثل سماع موعظة دينية، أو درس من دروس العلم، أو سماع القرآن من قارئ خاشع مجيد. فيكون الذهاب إلى المسجد لهذه الغاية أفضل وأولى. وبخاصة أن معظم الرجال في عصرنا لا يفقهون نساءهم في الدين، ولعلهم لو أرادوا لم يجدوا عندهم القدرة على الموعظة والتثقيف، فلم يبق إلا المسجد مصدرا لذلك فينبغي أن تتاح لها هذه الفرصة، ولا يحال بينها وبين بيوت الله.
ولا سيما أن كثيرا من المسلمات إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة.
على أن خروج المرأة من بيتها - ولو إلى المسجد - يجب أن يكون بإذن الزوج، فهو راعي البيت، والمسئول عن الأسرة، وطاعته واجبة ما لم يأمر بترك فريضة، أو اقتراف معصية فلا سمع له إذن ولا طاعة.
وليس من حق الرجل أن يمنع زوجته من الذهاب إلى المسجد إذا رغبت في ذلك إلا لمانع معتبر.
قد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ".
والمانع المعتبر شرعا: أن يكون الزوج مريضا مثلا، وفي حاجة إلى بقائها بجواره تخدمه وتقوم بحاجته. أو يكون لها أطفال صغار يتضررون من تركهم وحدهم في البيت مدة الصلاة وليس معهم من يرعاهم، ونحو ذلك من الموانع والأعذار المعقولة.
وإذا كان الأولاد يحدثون ضجيجا في المسجد، ويشوشون على المصلين بكثرة بكائهم وصراخهم، فينبغي ألا تصطحبهم معها فترة الصلاة. فإن ذلك وإن جاز في صلوات الفرائض اليومية لقصر مدتها ينبغي أن يمنع في صلاة التراويح لطول مدتها، وعدم صبر الأطفال عن أمهاتهم هذه المدة التي قد تزيد على الساعة.
وأما حديث النساء في المساجد، فشأنه شأن حديث الرجال، ولا يجوز أن يرتفع الصوت به لغير حاجة. وبخاصة الأحاديث في أمور الدنيا، فلم تجعل المساجد لهذا، إنما جعلت للعبادة أو العلم.
على المسلمة الحريصة على دينها أن تلتزم الصمت في بيت الله، حتى لا تشوش على المصلين أو على درس العلم، فإذا احتاجت إلى الكلام، فليكن ذلك بصوت خافت وبقدر الحاجة، ولا تخرج عن الوقار والاحتشام في كلامها ولبسها ومشيتها.
وأحب أن أقول هنا كلمة منصفة: إن بعض الرجال يسرفون إسرافا شديدا في الغيرة على جنس النساء، والتضييق عليهن، فلا يؤيدون فكرة ذهاب المرأة إلى المسجد بحال، برغم الحواجز الخشبية العالية التي تفصل بين الرجال والنساء، والتي لم يكن لها وجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتي تمنع النساء من معرفة تحركات الإمام إلا بالصوت والسماع، ولا غرو أن ترى بعض هؤلاء الرجال يسمحون لأنفسهم في المسجد بالكلام والأحاديث، ولا يسمح أحدهم لامرأة أن تهمس في أذن جارتها بكلمة ولو في شأن ديني، وهذا مبعثه التزمت وعدم الإنصاف، والغيرة المذمومة التي جاء بها الحديث: " إن من الغيرة ما يبغضه الله ورسوله "، وهي الغيرة في غير ريبة.
لقد فتحت الحياة الحديثة الأبواب للمرأة فخرجت من بيتها إلى المدرسة والجامعة والسوق وغيرها، وبقيت محرومة من خير البقاع وأفضل الأماكن وهو المسجد. وإني أنادي بلا تحرج: أن أفسحوا للنساء في بيوت الله، ليشهدن الخير، ويسمعن الموعظة ويتفقهن في الدين، ولا بأس أن يكون من وراء ذلك ترويح عنهن في غير معصية ولا ريبة، ما دمن يخرجن محتشمات متوقرات بعيدات عن مظاهر التبرج الممقوت

كيف تتغلب على العطش فى رمضان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهكيف تتغلب على العطش في رمضان : إن ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام يؤدي إلى العطش , ويلعب نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم دورا كبيرا في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام ولكي تتغلب على الإحساس بالعطش يمكن إتباع النصائح التالية :1- تجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل بخاصة عند وجبة السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها .2- حاول أن تشرب كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل .3- تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور فإن هذه الأغذية تحتوي على كمياتجيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش .4- تجنب وضع الملح الكثير على السلطة والأفضل وضع الليمون عليها والذي يجعل الطعم مثيل للملح في تعديل الطعم 5- إبتعد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة مثل السمك المالح والطر شي والتي تدخل تحت اسم المخللات, فإن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء 6- يعتقد بعض الأشخاص إن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام ,وهذا اعتقاد خاطئ لان معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم لذا تقومالكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها .إن الإكثار من السوائل في رمضان مثل العصيرات المختلفه والمياه الغازية يؤثر بشدة على المعدة وتقليل كفاءة الهضم وحدوث بعض الاضطرابات الهضمية , ويعمد بعض الأفراد إلى شرب الماء المثلجبخاصة عند بداية الإفطار وهذا لا يروي العطش بل يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم , ويجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة وأن يشربها الفرد متأنيا وليس دفعه واحدة ودفع الطعام بالماء أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصه للهضم وأكثر عملياتالهضم هو مضغ الطعام للحصول على هضم جيد .ننصح أيضا بعدم شرب العصائر المحتويه على مواد مصنعة وملونة اصطناعيا والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر وقد ثبت عند أطباء التغذية انها تسبب أضرار صحية وحساسية لدى الأطفال , وينصح بإستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه
م . للإفادة

الوقوف عن التدخين











السلامإن شاء الله سوف نقدم لك الطريقة التي تساعدك علىالإقلاع عن التدخين والتي ثبت فاعليتها في العالم كلهحيث استخدمها حوالي 20 مليون مدخن بنجاح (عشرون مليوناقلعوا عن التدخين ) ..
يشرف على تنفيذ هذه الطريقة في مصر دكتور/ حسين أمينشحاتة رئيس جمعية محاربة التدخين بالقاهرة الذي تمكن منمساعدة أكثر من 5120 مدخناً حتى الآن .البرنامج يعرف باسم الأيام الخمسة ويطبق كما يلي :اليوم الأول :
- يردد المدخن لنفسه وبرغبة قوية انه لن يدخن علىالإطلاق ثم يبدأ يومه بشرب كوبين من الماء بعدها يتنفستنفساً عميقاً و في كل مرة يعد من 1 إلي 5 ثم ينحني إنحاءً (كركوع الصلاة ) ويخرج النفس من الفم ثم يكح 3 مرات مع رفعالحجاب الحاجز في كل مرة مما يؤدى إلى رفع كفاءة الرئة.
- الحصول على دش فاتر أو ماء بارد في الصباحالباكر لمدة ثلاث دقائق مع تدليك الجهة اليسرى من الصدر والذراع الأيسر بفوطة مبللةبالماء حتى يحمر الجلد وذلك لتنقية الدم من النكوتين .
- بعد ذلك يمارس رياضة المشي لمسافة 500 متر .- المواظبة على شرب الماء بحيث لا يقل عن لترين مع تناولعصير البرتقال والليمون .
- بعد الظهر يحصل على دش مرة أخرى مع التدليك.- قبل النوم يقوم يومه بشرب كوبين من الماء بعدها يتنفستنفساً عميقاً و في كل مرة يعد من 1 إلى 5 ثم ينحني إنحاءً (كروكوع الصلاة ) ويخرج النفس من الفم ثم يكح 3 مرات مع رفعالحجاب الحاجز في كل مرة ويحصل على دش للمرة الثالثة معنفس التدليك .
اليوم الثاني : - يكرر ما سبق مع تغيير منطقة التدليك إلى منطقة الصدرالأيمن والذراع الأيمن مع الدعاء إلى الله بنية صادقة أنيساعده على الإقلاع عن التدخين .
اليوم الثالث :- تكرار ما سبق مع تدليك منطقة البطن والظهر معالدعاء إلى الله .
اليوم الرابع :- تكرار ما سبق مع تدليك الساق اليسرى فقط .اليوم الخامس :- نفس البرنامج مع تدليك الساق اليمنى فقط .اخبر كل من تعرفه عن هذه الطريقة لكي تعم الفائدة وانينتفع بها الجميع بإذن الله عندما تسأل الغالبية من الأشخاص المدخنين تجد لديهم رغبة بالتوقف عن التدخين، ولكن الغالبية العظمى لا تعرف كيفية التوقف أو أفضل الطرق الواجب اتباعها للتوقف عن التدخين. ولكن قبل استعراض كيفية التوقف عن التدخين يجب ذكر بعض أضرار التدخين ، عند ملاحظة الصورة يتضح لنا أن التدخين يمكن أن يؤثر تقريبا على كافة الأعضاء في الجسم بدرجات مختلفة، ومن أهم الأمراض التي يسببها التدخين هي :1-سرطان الرئة.2-ضيق الشعب الهوائية وتمدد الرئة.3-جلطة القلب.4-أمراض الفم والأسنان.
صورة للثة مدخن , لاحظ التهاب اللثة و تراجعها عن الأسنان و التسوس و كذلك تكون جيوب اللثة.
وبعد استعراض الأمراض التي قد يسببها التدخين قد يخطر على بال المدخنين أنه هل يمكن للجسم أن يتخلص من آثار التدخين في حالة التوقف عنه، وفي الحقيقة أن للتوقف عن التدخين فوائد كبيرة وللجسم القدرة على التخلص من بعض المواد المتعلقة بالتدخين مثل النيكوتين وثاني أكسيد الكربون بسرعة كبيرة، وإن بعض الأعراض مثل الكحة والبلغم تخف خلال عدة أسابيع ويمكن خفض احتمال الإصابة بجلطة القلب بنسبة 50% خلال سنة واحدة فقط ويتم خفض احتمال الإصابة بأمراض السرطان بشكل تدريجي .فإذاً ما هي الطريقة للتوقف عن التدخين؟
نحن نعلم أن التوقف عن التدخين ليس بالشيء السهل وذلك لأن التدخين يسبب (( إدمان عضوي وإدمان سيكولوجي )) ، ولكن الكثير من الناس يستطيعون التوقف إذا ما وجدت الرغبة الحقيقية لذلك و الكثير من الناس يتخوفون من التوقف عن التدخين بشكل مفاجىء وفي الحقيقة لا يوجد أي ضرر من التوقف فجأة عن التدخين، بل الكثير من الناس يقومون بهذا الشيء إذا ما توفرت الإرادة الكافية لذلك، ونحن ننصح باتباع البرنامج الآتي للتوقف عن التدخين :1.تحديد موعد معين ( Target day ) للتوقف النهائي عن التدخين وعادة يكون هذا الموعد خلال 3-4 أسابيع من التفكير في التوقف .2.التحدث مع الأهل والمقربين بالرغبة عن التوقف عن التدخين وذلك لمساعدة الشخص وتفهم الظروف التي قد يمر بها.3.خلال هذه الفترة ( من ثلاث إلى أربع أسابيع ) على المدخن أن لا يدخن أكثر من عشر سجائر في اليوم.4.في اليوم المحدد للتوقف عن التدخين ننصح بأخذ النيكوتين التعويضي، والغرض من أخذ النيكوتين هو التقليل من أعراض التوتر والعصبية التي يمر بها المدخن عند التوقف عن التدخين.5.النيكوتين التعويضي (إنظر للأسفل).6.اتباع بعض الإرشادات لمقاومة الحنين إلى السجائر هي :
التأخير : المقصود به أنه في حالة الرغبة إلى السيجارة فإن الشخص يقول لنفسه أنا سوف أدخن ولكن بعد نصف ساعة وفي غالبية الأحيان بعد مرور فترة نصف ساعة أو أكثر فإن هذه الرغبة تقل تدريجيا ويستطيع الشخص التغلب عليها.
الامتناع : الامتناع عن بعض الأماكن أو المواقف التي عادة تذكر بالشخص بالتدخين مثل الديوانيات أو المقاهي، وهذا الامتناع يكون لفترة مؤقتة لمدة شهر مثلا لأن بعد مرور الشهر فإن الإنسان عادة يستطيع التحمل أكثر.
الهروب : المقصود بهذا الشيء هو الهروب أو الخروج من موقف ما يشعر الإنسان من خلاله الحنين الشديد إلى السيجارة، فمثلا إذا كان الشخص في مكان معين ويشعر بحنين شديد إلى السيجارة فإنه قد يضطر إلى الخروج أو تغيير المكان من أجل التغلب على هذا الحنين.
إيجاد البدائل : محاولة الانخراط في أعمال أو هوايات أخرى لمحاولة الانشغال عن التفكير بالتدخين مثل ممارسة الرياضة لفترة معينة، تكثيف الزيارات الاجتماعية، وهذه البدائل تساعد على نسيان التدخين نوعا ما.
وهنا نود التنبيه انه من الضرورة اختيار الوقت المناسب للتوقف عن التدخين، فمثلا قد يكون أسهل على التخلص من التدخين في فترة إجازة من العمل، وبالتالي الابتعاد عن ضغوط العمل خلال الفترة الأولى الصعبة أو استغلال فرص معينة مثل شهر رمضان المبارك أو الحج فإذ هذه الفرص وممارسة العبادة في هذه المناسبات تقوى إرادة الانسان على مقاومة العادات السيئة مثل التدخين.
يوجد ثلاث أنواع للنيكوتين التعويضي:1)علكة النيكوتين :وتأتي بقوة 2 مجم أو 4 مجم، ونحن ننصح الشخص المدخن باستخدام علكة 4 مجم في البداية، ويجب أخذ 8 – 12 علكة يوميا لتعويض الجسم عن النيكوتين الذي كان يتلقاه من السجائر. ويجب اتباع الطريقة الصحيحة البطيئة لأخذ هذه العلكة بحيث يمضغ الانسان العلكة لدقائق، ومتى ما شعر بطعم النيكوتين فإنه يتوقف عن المضغ، وإذا مازال هذا الطعم فإنه يواصل المضغ ويتم تكرار هذه العملية لمدة نصف ساعة تقريبا، ويمكن أخذ علكة كل ساعة إلى ساعتين خلال اليوم.2)لزقة النيكوتين :عادة تأتي لزقة النيكوتين بثلاث جرعات ( عالية – متوسطة – خفيفة )، ولكي يتم التغلب على الإدمان على النيكوتين فإننا ننصح بأخذ لزقة ذات الجرعة العالية يوميا لمدة أربع أسابيع ثم المتوسطة لمدة أربع أسابيع وأخيرا الخفيفة لمدة أربع أسابيع، وننصح بوضع اللزقة على أي مكان في الجسم وإزالتها بعد أربع وعشرين ساعة تقريبا ووضع لزقة جديدة.3)فلتر النيكوتين :هذا الفلتر مكون من مادة نيكوتين يمكن استنشاقها مثل السيجارة، ويمكن استعماله بصورة متقطعة طوال اليوم.
الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها للمساعدة على التوقف عن التدخين:أثبتت بعض الدراسات أن بعض الأدوية المضادة للإكتئاب تساعد على الامتناع عن التدخين وخصوصا دواء جديد ( Buproprion or Zyban )، الذي أثبت فعاليته في مساعدة الناس الذين لديهم رغبة حقيقية في التوقف ولكن يجب أخذ هذا الدواء تحت إشراف طبي، وعادة لا ينصح به إلا بعد فشل المحاولات للتوقف باستخدام الطرق الأخرى.
يجب التنبيه بأن الشخص المدخن قد يمر بكذا تجربة فاشلة في محاولة التوقف عن التدخين ولكن من الضروري عدم اليأس و تكرار المحاولة للأستفادة من التجارب الفاشلة.



الدكتور ناصر بهبهابي استشاري الأمراض الصدرية - الكويت

أسماءالله الحسنى




dimanche 9 septembre 2007

الظلـــم و الظالمـــون

1- الخوف من النار:
مع أن رسول الله(ص) وهو أشرف الكائنات، قد نال المقام المحمود، والجاه الوجيه، والمنزل الرفيع، والدرجة السامية، والوسيلة، وقد وعده الله بالرحمة والمغفرة، لكنه كان دائم الخوف من نار جهنم، فتسيل دموعه على لحيته الكريمة كلما مرت على مسامعه آية فيها ذكر النار والعقاب، فيستعيد بالله ويطلب الرحمة والمغفرة، «فعن أبي جعفر الباقر(ع) قال: إن رسول الله(ص) حيث أُسري له لم يخر بخلق من خلقا لله إلاّ رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به، حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئاً فوجده قاطباً عابساً، فقال: يا جبرائيل ما مررت بخلق من خلق الله إلاّ رأيت البشر واللطف والسرور منه إلاّ هذا، فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار، هكذا خلقه ربه، قال: فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار، فقال له جبرئيل(ع): إن هذا محمد رسول الله (ص) وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار، قال: فأخرج له عنقاً منها فرأها فلما أبصرها لم يكن ضاحكاً حتى قبضه الله عز وجل»(1).
2- الإستعاذة من النار
سيد الساجدين صلوات الله عليه الذي لم يرفع السوط قط على ناقته طوال 30 عاماً، يقول في دعائه بعد صلاة الليل:«اللهم إني أعوذ بك من نار تغلظت بها على من عصاك، وتوعدت بها على من صدف عن رضاك، ومن نار نورها ظلمة، وهينها أليم، وبعيدها قريب، ومن نار يأكل بعضها بعض، ويعول بعضها على بعض، ومن نار تذر العظام رميماً، وتسقي أهلها حميماً، ومن نار لا تبقي على من تضرع إليها، ولا ترحم من استعطفها، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها، واستسلم إليها، تلقى سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال، وأعوذ بك من عقاربها والفاغرة أفواهها، وحياتها الصالقة بأنيابها وشرابها الذي يقطّع أمعاء وأفئدة سكانها، وينزع قلوبهم، وأستهديك لما باعد منها، وأخّر عنها»
3- الظالم يتحدى:
هل يتصور أحد منا حال الأجساد البشرية الطرية وهي تحشر إلى جهنم زمراً؟، يقول العزيز الحكيم: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله، فاهدوهم إلى صراط الجحيم)
(وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مردّ من سبيل
(وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون)
(إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه...)
(وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين)
ترى كيف يقاوم هذا الجسد النحيف الضعيف كل تلك القوى الجهنمية الهائلة التي أعدت للظالمين والمفسدين؟، من تؤلمه البقة كيف يواجه لدغات العقارب والحيات؟، ومن لا يتحمل حرارة الصيف اللاسعة كيف يتحدى نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة؟، يصف أمير المؤمنين(ع) وهن الجسد ورقّة الجلد، وسقر التي لا تبقى ولا تذر فيقول:«واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار، فارحموا أنفسكم، فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه، فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيج حجر وقرين شيطان؟ أعلمتم أن مالكاً إذا غضب على النار حطم بعضها بعضاً لغضبه وإذا زجرها توثبت بين أبوابها جزعاً من زجرته، أيها اليفن الكبير الذي قد لهزه القتير كيف أنت إذا التحمت أطواق النار بعظام الأعناق ونشبت الجوامع حتى أكلت لحوم السواعد؟»
4 - إياكم والظلم:
فالله الله معشر العباد:«بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد»(. وإن«الظلم في الدنيا، هو الظلمات في الآخرة
و«إنما خاف القصاص من كفّ عن ظلم العباد» .. فإذا كان يوم القيامة، يقول الجبار جلّ جلاله: «لا يجوز إلى ناري اليوم ظالم ولأحد من المسلمين عنده مظلمة حتى يأخذها منه عند الحساب..»( وفي حديث قدسي آخر يقول العزيز القهار:«اشتدّ غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري»(.
وغضب من بيده ملكوت السموات والأرض. من الطبيعي يكون شديداً غاية الشدة، لأن شدة كل شيء تكون بنسبة قدرته، وآثار الشدة وتدميرها، تكون بنفس النسبة والقوة، وبما أن قدرة الله تعالى فوق كل قوة وأعظم، فلابد أن آثار غضب الله تعالى تكون أقوى وأقدر تدميراً، فكيف باشتداد هذا الغضب الهائل العظيم؟ فمثل هذا الاشتداد يصيب الظالم والجائر.
5- دركات نار جهنم:
ولأجل ذلك جعل الله تعالى مصير الظالمين في الدرك الأسفل من نار جهنم، فقد ورد عن الإمام الباقر(ع) في تفسير قوله تعالى:(وإن جهنم لموعدهم أجمعين، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزء مقسوم)(، قال:«إن الله جعلها سبع درجات؛ أعلاها الجحيم، والثانية: لظى نزاعة للشوى. والثالثة: سقر لا تبقى ولا تذر. والرابعة: الحطمة، ومنها يثور شرر كالقصر. والخامسة: الهاوية. والسادسة: السعير. والسابعة: جهـــنم وفيها الفـــلق وهو جبّ فــي جهنم إذا فـــتح أسعر النار سعيراً، وهو أشد النار عذاباً»فجهنم في الدرك الأسفل ومن يقيم فيها لابد وأن يمكث ولو قليلاً في الدركات الست العلى قبل وصوله إلى مستقره، فيكون من نال عقاب هذه الدرجة أكثر عذاباً من غيره، وعقاب الأعمال كثوابها مستويات مختلفة وفنادق ذات نجوم، والجزاء على قدر العمل، لأن الله لا يظلم عباده حتى في عقابه، ومن استحق الحطمة جزاء ما ارتكب من أعمال في دار الدنيا، سينال الدرك المخصص له، أهل الحطمة لاغير (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) لأنفسهم وللآخرين واستهانتهم بقوانين الله سبحانه.
6- موقع الظلمة:
واختلاف درجات العذاب في جهنم مسألة عقلية ومنطقية، نظراً لاختلاف صفات الأشخاص وفعالهم، والمتكبر الظالم سوف لا يتزحزح عن جهنم مثوى الظالمين كيف؟..
يقول الإمام الصادق(ع) أن علياً أمير المؤمنين(ع) قال:«إن في جهنم رحى تطحن خمساً، أفلا تسألوني ما طحنها؟ فقيل له: ما طحنها يا أمير المؤمنين؟ قال: العلماء الفجرة، والقراء الفسقة؛ والجبابرة الظلمة؛ والوزراء الخونة؛ والعرفاء الكذبة»(1
فالجبابرة أبعد الناس من الله عز وجل يوم القيامة(، والظلم ظلمات يوم القيامة(وهو أكبر المعاصي(إن الظالم لمعاقب يوم القيامة(2 وقبلها في الدنيا في نفسه أو في ماله أو في ولده
7- من هم الظلمة؟
ولكن من هم الظلمة؟ وما هو المراد بالذين ظلموا والظالمين الواردة في العديد من آيات الذكر الحكيم وأحاديث العترة المطهرة؟. هل هم الذين ظلموا من الأقوام الغابرة والعهود السالفة؟، أم هم المشركون والمنافقون الذين كانوا في زمان النبي(ص)؟ أو هناك جهات أخرى تخاطبها الآيات والروايات الواردة؟
أولاً: إن من حكمة إيراد قصص الذين ظلموا في القرآن الحكيم والسنة المطهرة، من الأمم الهالكة، هي تبيين لسنّة الله المطردة في هلاك الظالمين والأمم الظالمة، ظلم الأفراد لأنفسهم بالفسق والفجور والخروج عن طاعة الله، وظلم الحكام لهم، والركون إلى الظلمة، والرضى بأفعالهم، والقرآن عندما يحكي أحوالهم يريد بذلك توضيح المسلك القويم والطريق السليم للأقوام اللاحقة حتى لا تقع في الخطأ و(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) ، فاعتبروا يا أولي الألباب بأولئك المتقدمين منكم، وبالأفعال التي أدت إلى هلاكهم وهلاك من شاركهم بجزء من أفعالهم أو داهـــنهم، (وكم قــصمنا من قريـــة كانت ظالـــمة وأنشأنـــا بعدها قوماً آخرين)
ثانياً: صحيح أن مصداق الظالمين الواردة في بعض الآيات هو المشركون والمنافقون الذين عاصروا النبي(ص)، ولكن هذا لا يوجب انحصار اللفظ بهم فإن خصوص المورد لا يخصص عموم اللفظ، فكل الذين وجد منهم الظلم واستعبدوا خلق الله وعباده، أو استغلوا قواهم لمنافعهم يدخلون في المفهوم العام للظالمين وهم من مصاديق الذين ظلموا. وكذلك الحال بالنسبة إلى الأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي لا تختص بالحكام الظلمة والولاة الفسقة الذين عاصروهم (عليهم السلام) وإنما كل من اتسم بسمة الظلم إلى قيام الساعة.
8- الكافر العادل والمسلم الظالم:
ثالثاً: ليس من سنة الله إهلاك الحاكم أو الدولة لكفرها فقط، كما ليس من سنّته تعالى إبقاء الحاكم أو الدولة لإسلامها فقط، ولكن إذا انضم واجتمع الظلم والتعسف إلى أحدهما يكون الإسراع في أخذها وهلاكها، ولا فرق في أن يكون الحاكم كافراً أو مسلماً وربما يتحقق التدقيق والمحاسبة مع الحاكم المسلم أكثر من غيره باعتباره الأعرف والأدرى بأمور الحق والعدالة ويمثل منهج السماء، ومن الإجحاف أن نساوي بين من يعرف وبين من لا يعرف، فقد جاء في الحديث القدسي:«:إذا عصاني من خلقي من يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني» وفي الحياة الاجتماعية يتوضح هذا المطلب أكثر، فالشخص الذي يملك المال عندما يبخل يعاب ويقبح فعله، بينما الشخص الفقير قد لا يتلفت إليه أحد، وإذا توجهت الأنظار إليه ربما لا يلام، وكذا السائق العارف الذي يحمل خلفية معلوماتية جيدة عن القوانين والعقوبات المرورية قد يعاقب عند المخالفة البسيطة ولا يتسامح معه في أصغر الجزئيات، في حين أن السائق الجاهل ربما يمر بسلام وقد لا تكتب عليه مخالفة مرورية.
والقرآن المجيد يشير إلى هذه الحقيقة عندما يتكلم عن نساء النبي فيقول:(يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) ) لماذا ضعفين؟ تجيب الآيات اللاحقة:(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) ، لأنهن مسلمات أولاً، وزوجات النبي(ص) ثانياً، فهن يحزن على نقطتين وربما نقاط أكثر لقربهن من مكان نزول الوحي وهذا يوفر لهن مجالاً أفضل للتعلم والإطلاع على تعاليم السماء. بينما الأخريات لهن نقطة واحدة وربما ضعيفة، فالذنب الذي يأتي من صاحبة الامتياز العالي يكون أقبح وأسوأ وسلبياته تكون أعمق وأوسع، لأنه لا يخرج من شخص عادي وإنما من أناس جمعهم النبي(ص) وإياه سقف واحد ومن المطلعين على ما يجب وما لا يجب.
فالحاكم في الدولة الإسلامية إذا ظلم يكون قد ظلم ظلمين وفعل قبيحين في وقت واحد: الأول بلحاظ أنه ظلم والظلم حرام والثاني بلحاظ ما يمثله من واجهة للإسلام وقوانينه وما ينعكس عليهما من فعله في الخير والشر لذلك فإن الظلم الصادر منه ينعكس على المنهج العام الذي جاء به الإسلام، والمفروض منه أن يكون قدوة لغيره من الحكام حتى يتأسوا به ويسيروا على خطاه. فإذا أصبح في قائمة الظالمين يكون قد ساهم في تشويه صورة الإسلام وتلويثه.
ومن هنا ورد في الخبر: الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم إذ أن الظلم قهر وقسر والقهر لا يدوم.. (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) فإسلامية الحكم لا يضمنها إسلام الحاكم أو تظاهره بالإسلام ما لم يكرسه العدل في الأمرة والإنصاف في السيرة وتطبيق قوانين الإسلام برمتها، فالعدل هو نظام كل شيء وأهم مجالاته التعامل مع الناس بقانون إعطاء كل ذي حق حقه.
بينما الظلم عكس ذلك تماماً.. وجزاء الظلم والظالمين عسير وعقابهم النار في الآخرة وأما الدنيا فالتاريخ تحدّث عن مصير العديد منهم وتحدثت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة عن ذلك وذكرنا بعضه آنفاً. ولكن السؤال الذي قد يدور هنا.. هو:
أين موقع المتعاونين مع الظلمة، وشركائهم في أفعالهم أو الراضين بأعمالهم؟
9- أعوان الظلمة:
إن الله سبحانه سوف يأخذ الظالمين بظلمهم ولا يفرق في عقابه بين سيد وعبد أو قائد وأتباع أو بين رئيس ومرؤوس بل يأخذهم جميعاً (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم، فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) فرعون على جبروته والجنود على صغرهم استحقوا المصير الواحد والعذاب المشترك، لماذا؟ لأن «العامل بالظلم والمعين عليه، والراضي به، شركاء ثلاثة» والشركاء ينالهم العقاب بالتساوي، وإذا اعترضوا على الحكم لأنهم كانوا أتباعاً لا متبوعين يخاطبهم العزيز الجبار فيقول:(كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا إداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون)
وهذا قد يكون من الواضحات لأن الظالم بمفرده لا يقوى على قهر الناس وظلمهم والتعدي على حقوقهم ما لم يستقوِ بأناس يمهدون له ذلك ويعينوه على العدوان أقول:
لولا من يعين الظالم، ما تجرأ الظالم على الظلم.. ولولا الراضون بالظلم، المشجعون له بالعمل واللسان والقلب ونحوها لما تمكن أي ظالم من الظلم، فبقاء الظلم واستمراره وانتشاره مبني على الأعوان وحتى الراضين والساكتين أحياناً، وهؤلاء الأصناف من الناس هم الذين ظلموا آل محمد(ص) وسلبوهم حقوقهم، بتعاونهم مع بني أمية، يقول الإمام الصادق(ع):«لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء، ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقنا، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئاً إلاّ ما وقع في أيديهم». ومن هنا أفتى العلماء بحرمة الإعانة على الظلم والإثم والعدوان.. أضف إلى ذلك أن امتداد الظلم في التاريخ، إنما هو بالمعين على الظلم وبالراضي له.
ويجب أن لا يتصور البعض أن الإعانة تتحقق بالمساهمات الكبيرة والخطط الواسعة أو المباشرة فقط، وإنما حتى بالجزء اليسير من المشاركة، ولو بشطر كلمة أي بحرف واحد فقط وفقط يتحقق عنوان الإعانة ويصبح مصداقاً للظالمين، فقد جاء عن الإمام الصادق(ع) أنه قال:«من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي
كما يجب أن لا يتصوّر البعض أن المنهي عنه في التعاون مع الظالمين وتقوية شوكتهم يقتصر على الأعمال المحرمة في نفسها، بل يشمل كل المجالات بما في ذلك المحللة في نفسها وحتى المستحبة وقول الإمام الصادق(ع) في رواية يونس بن يعقوب:«لا تعنهم على بناء مسجد» مع أن بناء المسجد من الأعمال المستحبة إلاّ أن الباقي إذا عد معماراً للظالم، أو بناءً له كان محرماً»
والنتيجة: إن الظلم سلوك عام خاطىء ومنحرف يعكس الصورة الواقعية (النفسية والأخلاقية) للعاملين به، والظالم ليس له لباس معين، أو لون مشخص، وليس له علاقة أيضاً بالكفر أو الإسلام، وبالتدين أو الفسق، فرب فاسق يحمل واقعاً مختلفاً عن ظاهره؛ واقعاً يتوسم منه الخير والمحبة والعطف لشعبه. ورب مؤمن ليس له هم إلاّ أن يسوم أمته ألوان العذاب. ولعل في الكلمة المشهورة «الرجال مخابر وليست مظاهر» إشارة إلى ذلك؛ والعاقل من جنّب نفسه وأهله وأصدقاءه مضار الظلم وآفاته في الدنيا والآخرة.

الجنة وما فيها

حديث عن الجنة وبعض ما فيها جعلنا الله من أهلها آمين
مفتاح الجنة :الجنة مفتاحها لا آله إلا الله محمد رسول الله والأعمال الصالحة هي أسنان المفتاح التي بها يعمل , وأول من يدخلها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يشفع للمؤمنين بدخولها ذكر أسماء أبوابها :قال تعالى: " سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين" ( الزمر- 73)أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها :1- باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب (التوبة)2- باب الصلاة3- باب الصوم وهو باب (الريان)4- باب الزكاة5- باب الصدقة6- باب الحج والعمرة7- باب الجهاد8- باب الصلةدرجات الجنة وغرفها :والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهارالجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن - نهر العسل - نهرالخمر- نهر الماء ). وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة . ثم غرف أهل عليين وهي قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم في السماوات العلا, وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين في الله .وفى الجنة غرف ( قصور ) من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام . ثم باقي أهل الدرجات وهى مئة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال أغنى ملوك الدنيا ..ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها :وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها : 1- نهر الكوثر : وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ويشرب منه المسلمون في الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت إحدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤة وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة ..2- نهر البيدخ :وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا.3- نهر بارق :وهو نهر على باب الجنة يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا.4- عين تسنيم :وهي أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين 5- عين سلسبيل :وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل 6- عين مزاجها الكافور :وهى شراب الأبرار وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه .وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ق-35أشجار الجنة : وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها:1- شجرة طوبى : قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهى بالغة العظم في حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة في كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس (الحرير الرقيق ) والإستبرق ( الحرير السميك ) لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا ( اللعب والطرب والفنون) فيبعث الله ريحا من الجنة تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .2- سدرة المنتهى :وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه أطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى وفى الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة في الدنيا ليس منها إلا الأسماء أما الجوهر فهو ما لا يعلمه إلا الله قال تعالى: ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) ( البقرة-25) وقد ذكر من ثمار الجنة التين - العنب - الرمان - الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) و السدر( النبق) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار ..صفة أهل الجنة :1- الرجــــال :يبعث الله الرجال من أهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا ( بغير شعر يغطى أبدانهم ) مردا (طوال القامة ستون ذراعا أي حوالي ثلاثة وثلاثون مترا ) مكحلين في الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام ( أي يتكلمون العربية ) وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .2- النســــاء : ونساء الجنة صنفان الحور العين : وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز بأنهن كأنهن الياقوت والمرجان ( الرحمن - 58( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة - 22( كأنهن بيض مكنون ( الصافات -49 وهن نساء نضيرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى , قال عليه الصلاة والسلام إن السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين ..نساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلهن الله الجنة برحمته : وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين ( لعبادتهن الله في الدنيا ) وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل , قال صلى الله عليه وسلم في وصفهن أن المؤمن لينظر إلي مخ ساقها ( أي زوجته ) كما ينظر أحدكم إلى السلك من الفضة في الياقوت ( كأنهن في شفافية الجواهر ) على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير ..الغلمان : وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم, وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة. قال تعالى: ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ( الإنسان - 19المولودون في الجنة : وإذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد ( الإنجاب ) أعطاه الله برحمته كما يشاء وهذه رحمة لمن حرم الإنجاب في الدنيا ولمن يحرمها أيضا إذا شاء .. قال تعالى: ( لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ) ( الزمر -34 ) قال صلى الله علية وسلم ( إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله , ووضعه , وسنه " أي نموه إلى السن الذي يرغبه المؤمن " في ساعة كما يشتهى ) .-----------------------------------اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا وإن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب إن كنت محباً للخير والمشاركة في الأجر والثواب مرر هذة الرسالة إلي إخوانك ومحبيكقال صلى الله عليه وسلم : " الدال على الخير كفاعله "لا تنساني من دعائك لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين سبحان الله العظيم وبحمده سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم وفق مرسل هذه الرسالة، وأعنه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم وفقه لما تحب وترضى، اللهم أحسن خاتمته، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم ارحمه وارض عنه، وارزقه الجنة التي وعدت عبادك الصالحين واغفر لجميع المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات يا رب العالمين اللهم ان لك صفوة تدخلهم الجنة من غير حساب ولا عقاب فاجعل باعث وقاريء الرسالة منهم رجاء هام.... انشرها للثواب والأجر فان من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها إن شاء اللهمع التحية

ا صناف الجن

أصنـاف الجن
وبعض طرق تعذيب الشياطين

يقول صلى الله عليه وسلم ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365.

ومن هذه الأصناف الثلاثة الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد والعفريت ، يقول تعالى: في سورة الصافات :} وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِد { ، وفي سورة الحج: } وَمِنَ النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّبِعُ كُلّ شَيْطَانٍ مّرِيدٍ{، وفي سورة النمل: } قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ {، ومنهم الطيار كما ورد في الحديث ، ومنهم الغواص كما قال الله تعالى في سورة ص : } وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ {" . ومن الجن من دينه الإسلام ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والمجوسي وباقي الديانات الأخرى يقول تعالى في سورة الجن : }وَأَنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلِكَ كُنّا طَرَآئِقَ قِدَداً{ ويقول:} وَأَنّا مِنّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرّوْاْ رَشَداً{ ، فمنهم العاقل الذكي ومنهم المغفل الغبي ، يقول تعالى :} وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ {[الأنعام: 38]

الجن الطيار هو نوع من أنواع الجن يطير في الهواء كما تطير الطير في السـماء يقطع المسافات بسرعة عالية والبعض يسميه الريحاني نسبة للريح ، وهذا النوع من الجن إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد أحيانا وله خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر أو عين ، وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا النوع ، لذلك تجد بعض الرقاة يربط أصابع المصاب الأربعة والبعض يربط الأصابع العشرة بغية حبس الجني وعدم تمكينه من الهرب ، ولعل هذه الطريقة أخذت من كتاب لقط المرجان في أحكام الجان لسيوطي نقلا عن كتاب " العرائس " لابن الجوزي أن بعض طلبة العلم سافر فرافق شخصا في الطريق ، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له: صار لي عليك حق وزمام ، أنا رجل من الجان ولي إليك حاجة . قال : ما هي ؟
قال : إذا أتيت بمكان كذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهن ديك أبيض، فاسأل عن صاحبه ، واشتره واذبحه. قلت: يا أخي ، وأنا أيضا أسألك حاجة . قال: ما هي؟ قال : إذا كان الشيطان مارداً لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي ، ما دواؤه ؟.
قال : يؤخذ له وتر جلد يحمور ، فيشد به إبهاما المصاب من يديه شدا وثيقا ، ويؤخذ من دهن السذاب البري ، فيقطر في أنفه : الأيمن أربعا ، والأيسر ثلاثا ، فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده .
قال : فلما دخلت المدينة، أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز، فسألتها بيعه فأبت ، فاشتريته بأضعاف ثمنه ، فلما اشتريته تمثل لي من بعيد ، وقال بالإشارة اذبحه . فذبحته ، فخرج غد ذلك اليوم رجال ونساء يضربن في الدف ، ويقولون لي : يا ساحر . قلت : لست بساحر . فقالوا : إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني .
فطلبت منهم وتراً من جلد يحمور، ودهن السذاب البري ، فلما فعلت به ذلك، صاح وقال : إنما علمتك على نفسي ، ثم قطرت في أنفه الدهن ، فخر ميتا من ساعته، وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان .
وعلى العموم هذه الطريقة صحيحة ومجربة ولكن ليس مع جميع أنواع الجن فالمردة والعفاريت قد يخرجون من منافذ غير الإبهامات ، وربما خرج من عين المصاب أو بطنه أو أذنه فيتلف العضو خلال خروجه ، فنيبغي عدم العمل بهذه الطريقة ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى : } وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{[ يس:9] ، على المصاب بنية حبس الجني فلا يستطيع الهرب بإذن الله تعالى .

الحكمة في التعامل مع الجن والشياطين:
يقول الحكماء: " إن آفة القوة استضعاف الخصم " ، ويقولون: " النظر في العواقب نجاة " ، ويقولون: " لا تقع بالعدو قبل القُدْرة " . يقول ابن القيم : وللشجاعة حد، متى جاوزته صار تهوراً ، ومتى نقصت عنه صار جبناً وخوراً ، وحدُها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام ، كما قال معاوية لعمر بن العاص : أعياني أن أعرف أشجاعاً أنت أم جباناً ، تُقدِم حتى أقول مِن أشجع الناس ، وتجبن حتى أقول من أجبن الناس ، فقال:
شجاع إذا أمكنتني فرصةٌ *** فإن لم تكن لي فرصة فجبان
ويقول الشاعر :
فـلا تحقرن عــدوا رماك *** وإنْ كان في ساعديه قِصرْ
فإن السيوف تحز الرقاب *** وتعجــز عما تنـــال الإبــرْ
ويقول ابن القيم في الطب النبوي : الطبيب الحاذق يراعي في علاجه عشرين أمرا منها :
قوة المريض وهل هي مقاومة للمرض ، أم أضعف منه ؟ فان كانت مقاومة للمرض ، مستظهرة عليه ، تركها والمرض ، ولم يحرك بالدواء ساكنا .
ومنها ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط ، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث علة أصعب منها ، فمتى كانت إزالتها لا يأمن معها حدوث علة اخرى أصعب منها ، ابقاها على حالها ، وتلطيفها هو الواجب.
ومنها أن ينظر في العلة ، هل هي مما يمكن علاجها أم لا ؟ فان لم يمكن علاجها ، حفظ صناعته وحرمته ، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئا ، وإن أمكن علاجها ، نظر هل يمكن زوالها أم لا ؟ فان علم أنه لا يمكن زوالها ، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا ؟ فان لم يمكن تقليلها ، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها ، قصد بالعلاج ذلك
و ملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان : حفظ الصحة الموجودة ، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان ، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان ، واحتمال ادنى المفسدتين لإزالة أعظمهما ، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما ، فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج. أ.هـ.

ولا يوجد فيما أعلم أن هناك قاعدة ثابتة في التعامل مع الجن ، حيث أن الجن لا يختلفون كثيراً عن الإنس من ناحية العقل والتميز والتكليف ، فمنهم الكبير ومنهم الصغير ، ومنهم العاقل ومنهم الغبي الأحمق ، ومنهم الذكر ومنهم الأنثى ، ومنهم لين القلب ومنهم الجبار العنيد ، ومنهم القوي ومنهم الضعيف ، ومنهم المسلم العاصي ومنهم الكافر والملحد ، ومنهم المعلن عن نفسه ومنهم المسر ، ومنهم من يحضر ويتكلم ويحاور ويجادل ومنهم من لا يقبل الحوار ولا النقاش بل منهم من لا يتكلم البتة ، ومنهم من يمْكِنَهُ الحضور ( حضوراً كاملا ) على جسد الممسوس ويشتم ويعارك ويسافر ويأكل ويشرب … الخ ، ومنهم من اقترن بسبب الحسد ومنهم من اقترن بسبب السحر ومنهم من اقترن بسبب العشق ، ومنهم من يتأثر من العزائم والرقى ومنهم لا يتأثر تأثرا بينا في البداية ، ومنهم من يتأثر بالأعشاب والأبخرة ومنهم من لا يتأثر منها كثيراً .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم ( أي الجن ) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر .
وبما أن الجن لا يمكن رؤيتهم فيكون من الصعب الكشف عن شخصية الجان الصارع ، وحتى تتجلى للراقي هذه الشخصية فإنه يحتاج إلى عدة جلسات مع ملاحظة دقيقة لحركات وألفاظ الجان ، فإذا ما تجلت شخصية الجان للراقي سهل التعامل معه وذلك من خلال التعرف على نقاط ضعفه .
وعند التعامل مع الشياطين المتفلتة ينبغي على الراقي قبل أن يقدم على محاربة الشيطان المتحصن في جسد المريض أن يتعرف على حالة المريض النفسية والبدنية والدينية والأسرية والإجتماعية ومدى تحمله لتبعات القراءة والعلاج بالأعشاب والمداومة عليها.
فإن لم يكن بالمستطاع قهر الجان المتفلت وإخراجه صاغراً وكان بالإمكان مصانعته واستدراجه بالتي هي أحسن حتى يخرج من جسد المريض فذلك أولى من استثارته ، وليترك أمره وعقوبته لله فإن الله سبحانه وتعالى يقول :} ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار{ ، يقول الشاعر:
وقارب إذا لم تكن لك حيلة***وصمم إذا أيقنت أنك عاقره
أما ما يفعله بعض الرقاة في هذه الأيام من إبراز العضلات وتحدي الشياطين مع كل الحالات ، دونما مراعاة لما يترتب عليه هذا الفعل من آثار سيئة على بعض المرضى فإنه فعل خاطئ ينبغي التنبيه عليه ، فإن الشياطين لهم عقول ولهم إدراك وإحساس ، وهم أكثر عناداً من بني آدم ، ولهم ردود فعل عندما يستثارون ربما أودت بحياة المريض وما دون الموت من العذاب فهو أحرى ، وأنصح الراقي عند تعامله مع الشياطين المتفلته بأن يختم رقيته بآيات وأدعية تشعر الجان الصارع بأنك لا تتحداه ولا تهدده ، ولا تظهر له العجز أو تشعره بأنك تهابه ، يقول أحد الحكماء: أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها سبب الظفر ، وأكثروا من ذكر الضغائن فإنها تبعث على الإقدام .
في بعض الحالات التي تحضر عليها الشياطين المتفلته أنصح الراقي بأن لا يتصل بالمريض ولا يتابع حالته بعد الرقية خصوصا إذا كانت فترة الجلسات متباعدة ، حتى لا يتفلت الشيطان على المريض ليغيظ الراقي .

وينبغي على المعالج أن يتعامل مع كل حالة مس على حسب حال المريض ونوع الجان وسبب التلبس ، فإن التحدي واستثارة الجني الصارع بآيات العذاب أو بالأعشاب والكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب يعرض المريض إلى أخطار عظيمة، فإن الشيطان لن يتردد في الفتك أو التفلت والانتقام من المريض ، فمن المحتمل أن يؤذيه ببعض الأضرار التالية :
ï السهر وعدم القدرة على النوم لأيام .
ï التسلط عليه في منامه بالأحلام المزعجة .
ï الصداع الشديد .
ï الوسوسة الشديدة التي سرعان ما تتحول إلى صداع وضيق وحزن وكئابة .
ï التسلط عليه بالآلام الموجعة أو بضيق النفس .
ï الوسوسة له بالانتحار ، أو التسبب في قتله .
ï منع المريض من الأكل ( يجعله لا يشتهي الأكل ) .
ï يعري المريض من ثيابه أمام المحارم وغير المحارم .
ï منع المريض من الذهاب إلى العمل أو المدرسة ومنعه من القيام بواجباته اليومية.
ï تعريض المريض للحوادث والمواقف المحرجة .
ï صرف المريض عن الرقية .
وهذا لا يعني أن يحبهم أو يركن لهم ويطيعهم في كل أمر ، بل يتعامل معهم على حسب الحال ، ويكون الراقي مع الشياطين بين الشدة واللين . يقول أبي الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين : وينبغي أن لا يكون بتأليف الأعداء لهم راكنا، وبهم واثقا ، بل يكون منهم على حذر ، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل ، وجبلة لا تزول ، وإنما يستكفي بالتأليف إظهارها ، ويستدفع به أضرارها . كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به في إنضاجها ، وإن كانت محرقة بطبع لا يزول ، وجوهر لا يتغير . يقول الشاعر :
إذا عجزت عن العدو فــداره *** وامْزحْ لــــه إن المِزَاحَ وِفاقُ
فالنارُ بالماء الذي هو ضدها *** تُعْطِي النضاج وطبعها الإحراقُ
يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَرْبُ خَدْعَةٌ . رواه الشيخان ، ويقول الله سبحانه وتعالى:} لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ [آل عمران:28] . يقول إبن كثير في تفسيره لهذه الآية : نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى: } وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْء { أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برىء من الله كما قال تعالى : }يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مّنَ الْحَقّ يُخْرِجُونَ الرّسُولَ وَإِيّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ رَبّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلّ سَوَآءَ السّبِيلِ{ وقال تعالى: }يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مّبِيناً{ وقال تعالى :} يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ { . وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: }وَالّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ وقوله تعالى:} إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً { أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما ذكر البخاري عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قال إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ .
وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التَّقِيَّة بالعمل إنما التَّقِيَّة باللسان وكذا رواه العوفي عن ابن عباس إنما التقية باللسان وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى: } مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة ، ثم قال تعالى:}وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ { أي يحذركم نقمته في مخالفته وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه. ثم قال تعالى: } وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله أ.هـ.
تعذيـــب الجــــن وحرقــه
قد يحتاج الراقي الى رقية المريض بنية التعذيب والحرق في بعض الحالات ، ومن المعلوم بالتجربة أنه يوجد صنف الجن لا يتوقف عن تعذيب الممسوس إلا بعد رقية مطولة وبنية الحرق ، والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين أشركوا ، يقول الله سبحانه تعالى:} لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ {[ المائدة:82] . والشيطان المقترن بالإنسان يتأثر كثيراً بما يلي:
1- عند الدعاء عليه .
2- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب ( سحر، حسد ، عشق ، ظلم ) .
3- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب . فلو كان الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف ، إذا كان الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح .. الخ .
4- قراءة الآيات التي تمثل خِلقَته ( طائر ، كلب ، حية ) انظر باب تذكرة الإخوان.
5- قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم .
6- رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية ، ويتأثر الشيطان من الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء بارداً ، وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي .
7- أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء ، فلو كان سحراً وحدد في الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني ، ولو كان التلبس بسبب الحسد وعُين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني .
8- قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده .

ويمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام والرقية ، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيراً ما استيقظ قبيل الفجر أو كثيراً ما اسمع الآذان او يقول لك اني كثيراً ما احلم انني اقرأ القرآن او يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون مع إنسان به جن كافر ... الخ ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع اصوات النواقيس ويرى الصلبان والقساوسة ، أو يرى رجالاً على رؤسهم قبعات ولهم شعور طويله وظفائر تدله أنهم يهود ، وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته ووساوس في صلاته ، وينزعج عندما يسمع الآيات التي تخاطب الكفار من اليهود او النصارى ، جاء في سنن أبي داوود عن ابنِ عَبّاسٍ أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ يُعَرّضُ بالشّيْءِ لأنْ يَكُونَ حُمَمَةَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى الْوَسْوَسةِ. قالَ ابنُ قُدَامَةَ: رَدّ أَمْرَهُ مكَانَ رَدّ كَيْدَهُ.
حرق الجني المسلم : قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق وما أعد الله لهم من العقاب الشديد ، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها لعله أن يتقي الله ويخرج ، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا ، وبعد القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم يخرج ، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض ، فيستعين بالله ويقرأ عليه قراءة مطوله ( ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها ) بنية الحرق ، يكرر عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه .

الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل آية الكرسي ومثل قوله تعالى : } وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ { في آل عمران :} شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { ، ويتأثر كثيراً من سورة الرحمن وسورة الجن ، وأول سورة طه ، ويتأثر من قوله تعالى : } مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا{ [محمد:29]، ويتأثر كثيراً من من الآيات التي تذكر أسماء الله وصفاته .

ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها الى السماء بإصبعه السبابه مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد ، أو أنه يتلفظ ويقول لا إله الا الله .

حرق الجني اليهودي : قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم عليه الحجة ، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب ، فإن رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة والمائدة ، وطه ، ويس ، والصافات ، والجن ، في كل يوم ، وبعد ذلك يقرأ على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجداً في جسد المصاب ندعوه إلى الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب ، فان أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق ، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة حتى يهلك الجني ، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى :
} مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ [آل عمران: 67]
} وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ{[التوبة:30]
} وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كثيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ { [المائدة:64]
} لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{ [المائدة:82] . ونحوها من الآيات

حرق الجني النصراني : يحرق الجني النصراني بنفس الطريقة والأسلوب السابق ، مع اختلاف في قراءة السور والآيات ، فالمصاب يقرأ أو يستمع إلى سورة البقرة، وآل عمران ، والمائدة ، ومريم ، والصافات ، في كل يوم ، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى :} وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ { وقوله :}يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ{ ، وكذلك الآيات التي تكفر النصارى مثل قوله تعالى: } لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ{ ، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على الجني النصراني تأثيرا شديدا.
ومن علامات حضور الجن النصراني أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب ، والإله الابن ، وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، أو يقبض يَديه ويرسم صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى .

فإذا كان سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك الحسد ، أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والحسد فيخير الجني بين الخروج أو الحرق ، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب. وكذلك منعه من الأكل والتضيق عليه باستخدام العلاجات المباحة .

فينبغي ان لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين الشياطين في الخارج وبين الجان الذي داخل جسده . عن أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلا لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ . رواه أبو داود

شيا طين رمضان

الســ عليكم ورحمة الله وبركاته ــــلامإن الشياطين تصفد في رمضان ولكن من لنا بشياطين الإنس الذين تفلتوا من كل قيد وتحللوا من كل رباط .لقد ظهر شياطين مردة وأبالسة فجرة يستحي إبليس من فعالهم ويتعلم الشيطان وجنوده منهم، ظهروا على المسلمين عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة يبشرونهم ببرامج خلابة ومشاهد جذابة يعدونهم ويمنونهم بما سيقدمون لهم من أغنيات ماجنة ورقصات آثمة وأفلام ساقطة ولا يستحيون حينما يتبجحونفيقولون للناس: إن ذلك بمناسبة رمضان المبارك وأي بركة وقد برك إبليس على قلوبهم وجثم الباطل على صدورهم وعشعش في ثنايا نفوسهم واعماق حياتهم؟!(وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ) واننا ندعو كل مسلم أن يتقي الله في هذا الشهر الكريم فوالله لا ينفع إمساك عن الطعام والشراب مع إطلاق للجوارح في هذه المآثم وتلك المخازي، قال صلى الله عليه وسلم:«الصيام جنة ، فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب» وقال صلى الله عليه وسلم :«ليس الصيام عن الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث» وقال صلى الله عليه وسلم : «اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم»فلنحذر أيها الأحبة كي لا نكون ممن قيل فيهم(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ) فما أجمل أمن نعمر أوقاتنا بما يتناسب مع المجتمع المسلم وأن نكون قدوة حسنة وأنموذجا فريدا ليديم الله علينا أمننا وأماننا وأنسنا ورخاءنا نسأل الله أن يحفظهم من كل سوء وأن يقيهم من كل مكروه ولنعلم أن الذي يمكث في الارض هو ما ينفع الناس وأما الزبد فيذهب جفاء، قال سبحانه ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وأبشروا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «يقول الله جل وعلا: كل عمل ابن آدم له كفارة والصوم لي وأنا أجزي به» اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومنغما وأوقات البركات والنفحات لنا الى رحمتك طريقا وسلما واغفرلنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .

قيام الليل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة و السلام على رسول الله

**-----------**
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أمّا بعد: فإنّ قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي اللّيل يخلو المؤمنون بربّهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات. قيام الليل في القرآنقال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: " يعني قيام الليل ". وقال ابن كثير في تفسيره: " يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ". وقال عبد الحق الأشبيلي: " أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ". وقد ذكر الله عزّ وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:18،17] قال الحسن: " كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثمّ جلسوا في الدعاء والإستكانة والإستغفار ". وقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟! إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !! يا رجال اللّيل جدوا *** ربّ داع لا يُردُقيام اللّيل في السنةأخي المسلم، حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بقيام اللّيل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من اللّيل إلاّ قليلاً. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «في الجنّة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والنّاس نيام» [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني]. وقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنّك ميت، وأحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزي به، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه باللّيل، وعزّه استغناؤه عن النّاس» [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني]. وقال صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» [رواه أبو داود وصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر. وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه !!» [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم]. قيام النبي صلى الله عليه وسلمأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 1-4]. وقال سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} [الإسراء: 79]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟» [متفق عليه]. وهذا يدل على أنّ الشكر لا يكون باللّسان فحسب، وإنّما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقعيبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجعوعن حذيفة رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النّساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث » [رواه مسلم]. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ!» [متفق عليه]. قال ابن حجر: " وفي الحديث دليل على اختيار النبي صلى الله عليه وسلم تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ". قيام الليل في حياة السلفقال الحسن البصري: " لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ". وقال أبو عثمان النهدي: " تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون اللّيل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ". وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنّه حبة على مقلى، ثم يقول: " اللّهم إنّ جهنّم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه ". وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: " طيَّر ذكر جهنّم نوم العابدين !! ". وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: " يا أيّها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !! ".طبقات السلف في قيام الليلقال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات: الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل اللّيل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء. الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر اللّيل. الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث اللّيل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه» [متفق عليه]. الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس اللّيل أو خمسه. الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنّما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام. الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من اللّيل أربع ركعات أو ركعتين. الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ في اللّيللساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلاّ آتاه، وذلك كل ليلة» . الأسباب الميسِّرة لقيام الليلذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل: فأمّا الأسباب الظاهرة فأربعة أمور: الأول: ألاّ يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام. الثاني: ألاّ يتعب نفسه بالنّهار بما لا فائدة فيه. الثالث: ألاّ يترك القيلولة بالنّهار فإنّها تعين على القيام. الرابع: ألاّ يرتكب الأوزار بالنّهار فيحرم القيام باللّيل. وأمّا الأسباب الباطنة فأربعة أمور: الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا. الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل. الثالث: أن يعرف فضل قيام اللّيل. الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنّه في قيامه لا يتكلم بحرف إلاّ وهو مناج ربّه. قيام رمضانقيام رمضان هو صلاة التراويح التي يؤديها المسلمون في رمضان، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربّه في هذا الشهر.قال الحافظ ابن رجب: " واعلم أنّ المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنّهار على الصيام، وجهاد باللّيل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب ". وقال الشيخ ابن عثيمين: " وصلاة اللّيل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه] وقيام رمضان شامل للصلاة في أول اللّيل وآخره، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان، فينبغي الحرص عليها والإعتناء بها، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها، وما هي إلاّ ليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ". وتشرع صلاة التراويح جماعة في المساجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من سنّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، ثمّ تركها خشية أن تُفرض على أمته، فلمّا لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بجوار ربّه، واستقرت الشريعة؛ زالت الخشية، وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة. وعلى المسلمين الإهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عزّ وجل. قال الشيخ ابن عثيمين: " ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام اللّيل كلّه ). ويجوز للنّساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهنّ وبهنّ. ولكّن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً ولا مبدية زينة. والسنة للنّساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال، وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلاّ لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلّم قام النّساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم. قالت: نرى - والله أعلم - أنّ ذلك كان لكي ينصرف النّساء قبل أن يدركهن الرجال» [رواه البخاري]. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الجنازة

ينبغي للمسلم أن يستعد لنزول الموت به بالإكثار من الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات ، وأن يكون حاضراً في ذهنه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات )) 1* إذا مات المسلم فأنه ينبغي على من عنده عدة أشياء :1- أن يغمضوا عينيه ، لأنه صلى الله عليه وسلم أغمض عينَيْ أبي سلمة رضي الله عنه وقال : (( إن الروح إذا قُبض تبعه البصر ))2 .2- أن يلينوا مفاصله لكي لا تتصلب ، ويضعوا على بطنه شيئاً حتى لا ينتفخ . 3- أن يغطوه بثوب يستر جميع بدنه ، لقول عائشة رضي الله عنها : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفى سُجِّي ببُرد حَبره ))3 . أي غطي بثوب مخطط .4- أن يُعَجلوا بتجهيزه والصلاة عليه ودفنه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( أسرعوا بالجنازة ))4 .5- أن يدفنوه في البلد الذي مات فيه ، لأنه صلى الله عليه وسلم يوم أحد أمر أن يُدفن القتلى في مضاجعهم – أي أماكنهم – ولا يُنْقلوا 5.* غسل الميت : * غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فرضُ كفاية إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين .* أولى الناس بغسل الميت وصيهُ ، أي الذي أوصى له الميت أن يقوم بغسله .* ثم أبوه لأنه أشد شفقة وأعلم من الابن ، ثم الأقرب فالأقرب .* الأنثى تغسلها وصيتها ، ثم أمها ثم ابنتها ثم القربى فالقربى .* للزوج أن يغسل زوجته لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة – رضي الله عنها - : (( ما ضرك لو متِ قبلي فغسلتك ........ ))6 ، وللزوجة أن تغسل زوجها ، لأن أبا بكر أوصى أن تغسله زوجته7 .- للرجل والمرأة غسل من له أقل من سبع سنين ، سواء كان ذكراً أو أنثى ، لأن عورته لا حكم لها .* إذا مات رجل بين نساء ، او امرأة بين رجال ، فلا يُغَسَل بل يُيَمَم ، وذلك بان يضرب أحد الحاضرين التراب بيديه ثم يمسح بهما وجه الميت وكفيه . * يَحْرم أن يُغسل المسلمُ الكافر أو يدفنه ، لقوله تعالى : { وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا }8 فاذا نهي عن الصلاة عليهم وهي أعظم ، نهي عما دونها .* يسن عند تغسيل الميت أن يستر عورته ثم يجرده من ثيابه ، ويستره عن عيون الناس ، لأنه قد يكون على حال مكروهة ، ثم يرفع رأسه إلى قُرب جلوسه ، ويعصر بطنه برفق ليخرج الأذى منه ، ويُكثر صب الماء حينئذ ليذهب ما يخرج من الأذى [ انظر.* ثم يلف الغاسل على يده خرقة أو ( قفازاً ) فينجّي بهما الميت ( أي يغسل فرجيه ) دون أن يرى عورته أو يمسها ، إذاكاللميت سبع سنين فأكثر ، ثم يسمي ويوضئه كوضوء الصلاة ، لقوله صلى الله عليه وسلم لغسالات ابنته زينب : (( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ))9 ولكن لا يُدخل الماء في أنفه ولا فمه ، بل يُدخل الغاسل أصبعيه ملفوفاً بهما خرقة مبلولة بين شفتي الميت فيمسح أسنانه ، وفي منخريه فينظفهما ، ثم يستحب أن يغسل برغوة السدر رأسه ولحيته ، وباقي السدر لجسده . * ثم يغسل جانبه الأيمن من جهة الأمام ومن جهة الخلف وهكذا يفعل بجانبه الأيسر ، للحديث السابق : (( ابدأن بميامنها )) ثم يعيد ذلك مرة ثانية وثالثة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : (( اغسلنها ثلاثاً )) وفي كل مرة يمر الغاسل بيده على بطن الميت ، فاذا خرج منه أذى نظفه .* للغاسل أن يزيد في الغسلات على ثلاث مرات ، حتى ولو جاوز السبع ، إذا احتاج لذلك يسن أن يجعل في الغسلة الأخيرة ( كافوراً ) لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : (( اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً )) وهو طيب معروف بارد تطرد رائحته الحشرات .* يستحب أن يُغسل الميت بماء بارد إلا إذا احتاج الغاسل للماء الحار بسب كثرة الأوساخ على جسد الميت ، وله أن يستعمل الصابون لإزالة الوسخ ، ولكن لا يفركه بشدة لكي لا يتشطب جلده ، وله أن ينظف أسنانه بعود تخليل السنان .* يستحب قص شارب الميت وتقليم أظافره إذا طالت طولاً غير عادي ، أما شعر الإبط والعانة فانه لا يقص شعرهما .* لا يستحب تسريح شعر الميت لأنه سيتساقط ويتقطع . أما المرأة فيظفر شعرها ثلاث ظفائر ويُسدل وراء ظهرها .* يستحب أن يُنَشف الميت بعد غسله .* إذا خرج من الميت أذى ( بول أو غائط أو دم ) بعد سبع غسلات فأنه يُحْشى فرجه بقطن ، ثم يُغسل المحل المتنجس ، ثم يُوَضأ الميت . أما إذا خرج الأذى بعد تكفينه ، فانه لا يُعاد غسله ، لأن فيه مشقة .* إذا مات المحْرم بالحج أو العمرة فأنه يُغْسل بماء وسدر كما سبق ، ولكن لا يُطيب ولا يُغَطى رأسه إن كان ذكراً ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الذي مات مُحْرماً بالحج : (( لا تحنطوه )) أي لا تُطيبوه ، وقال : (( لا تُخَمروا رأسه فانه يُبْعث يوم القيامة ملبياً ))10 .* شهيد المعركة لا يُغسل ، لأنه صلى الله عليه وسلم (( أمر بقتلى أحُد أن يُدْفنوا في ثيابهم وألا يُغَسلوا ))11 بدل يدفن الشهيد في ثيابه التي مات فيها بعد نزع السلاح والجلود عنه ، ولا يُصلى عليه لأنه صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد 12.* السَّقط إذا بلغ 4 أشهر يُغسل ويُصلى عليه ويُسَمى ، لقوله صلى الله عليه وسلم ( (( إن أحدكم يكون في بطن أمه 40 يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يُرْسل له المَلَك فينفخ فيه الروح ))13 أي بعد 4 أشهر ، أما قبلها فهو قطعة لحم يُدْفن في أي مكان بلا غسل ولا صلاة .* من تعذر غسله إما لعدم وجود الماء ، أو لتمزقه ، أو لاحتراقه ، فانه يُيَمم ، أي يضرب أحد الحاضرين بيده التراب ويمسح بهما وجه الميت وكفيه .* ينبغي على الغاسل ستر ما يراه في جسد الميت إن لم يكن حَسَناً ، كظُلمة في وجه الميت ، أو آثار بشعة في جسده ، ونحو ذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( من غَسَّل مسلماً فكتم عليه ، غفر الله له أربعين مرة )) 14.* تكفينه :* يجب تكفين الميت ، وتكون قيمة الكفن من ماله ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الذي مات محرماً : (( كفنوه في ثوبيه )) ، ويُقدم تكفينه على الدَّين والوصية والإرث .* إذا لم يكن له قيمة الكفن فتجب على من تلزمهم نفقته ، وهم أصوله وفروعه ، كأبيه أو جده أو ابنه أو ابن ابنه ، وإذا لم يجدوا فعلى بيت المال ، فان لم يوجد فعلى من علم بحاله من المسلمين .* الواجب في كفن الميت ثوبٌ يستر جميع بدنه .* يستحب تكفين الرجل في 3 لفائف بيضاء ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (( كُفّن في ثلاث لفائف بيض ))15 تُجمَّر ، أي تطيب بالبخور ، ثم تُبْسط بعضها فوق بعض ، ويُجعل الحنوط وهو طيب خاص بالموتى فيما بينها ، ثم يوضع الميت عليها مستلقياً على ظهره [ كما في صورة 10 ] ، ثم يوضع قطن مطيَّب بين ( إليتيه ) لئلا تخرج منه رائحة كريهة .* يستحب أن تربط خرقة عليها قطن [ كما في صورة 9 ] تغطي عورة الميت بإدارتهاعلى فرجيه .* يستحب أن يجعل حنوط - أي طيب –على منافذ وجه الميت : عينيه ومنخريه وشفتيه وأذانيه ، وعلى مواضع سجوده ، وإن طُيب جميع بدنه فلا حرج ، لفعل بعض الصحابة . ثم يُرد طرف اللفافة الأولى على شقه الأيمن [ كما في الصورة 11 ] ، ثم طرفها الآخر على شقه الأيسر [ كما في صورة 12 ] ، ثم يفعل باللفافة الثانية مثلما فعل بالأولى ، ثم الثالثة مثلها ، ثم تسحب الفوطة التي كانت تغطي عورته [ كما في صورة 12 ] ثم تعقد العقد وهي سبع [ كما في صورة 15 ] حتى لا تتفرق مع ربط ما يزيد من الكفن [ كما في صورة 13 ] ثم إعادته على رأسه ورجليه [ كما في صورة 14 ] ثم تحل العقد في القبر . فأن كانت العقد أقل من سبع فلا حرج ؛ لأن المقصود تثبيت الكفن * يجوز تكفين الميت في ثوب وإزار ، ولكن الأفضل ما سبق .* المرأة تكفن في 5اثواب : إزار ويكون أسفل البدن وخمار يغطي الرأس ، وقميص ( وهو كالثوب ولكن مفتوح الجانبين ) ، ولفافتات تعمان جميع الجسد .* الصلاة على الجنازة :* الصلاة على الجنازة فرض كفاية . أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين .* يُسَن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل [ كما في صورة 16 ] , وعند وسط المرأة [ كما في صورة17 ] لفعله صلى الله عليه وسلم16 . * السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين , ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكاناً فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره .* يكبر الإمام أربع تكبيرات , يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة بعد أن يتعوذ ، وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد , أي يقول : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) وإن اقتصر على قوله : (اللهم صلِّ على محمد ) فإنه يجوز ثم بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية , ومن ذلك قول : (( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعفُ عنه ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار )) 17. أما السَّقط وهو من كان عمره 4 أشهر فأكثر ، فإنه يدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( والسَّقط يُصلى عليه ويُدْعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ))18 .ثم بعد التكبيرة الرابعة يسكت قليلاً ، ثم يُسَلم عم يمينه تسليمة واحدة ، لفعله صلى الله عليه وسلم19 ، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره 20.* يسن أن يرفع المصلى يديه مع كل تكبيرة ، لفعله صلى الله عليه وسلم21 .* من فاته بعض التكبير مع الإمام فانه يُتابع الإمام ، مثلاً : إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة ، فانه يدعو للميت ثم بعد التكبيرة الرابعة يكبر فيقرأ الفاتحة ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يُسَلم ، إذا أمكنه ذلك قبل رفع الجنازة ، وإلاّ سلم مع الإمام ولا شيء عليه .* من فاتته الصلاة على الميت جاز له أن يصلي على القبر ، أي يجعل القبر بينه وبين القبلة ويصلي عليه كما يصلي على الجنازة [ كما في صورة 18 ] ، لفعله صلى الله عليه وسلم . 22* تستحب الصلاة على الغائب ، أي الذي يموت في بلاد أخرى ، إذا لم يُصَل عليه هناك .* يُصلي المسلمون على قاتل نفسه ، وعلى قطاع الطرق ، ولكن يُسْتحب لأمير البلد وعالمها أن لا يصلى عليه ، لينزجر بذلك غيره .* تجوز الصلاة على الجنازة في المسجد لفعله صلى الله عليه وسلم23 ، والسنة أن يُجْعل للجنائز مكان خاص للصلاة عليها خارج المسجد ، لئلا يتلوث ، ويُسْتحب أن يكون هذا المكان قريباً من المقبرة تسهيلاً على الناس . * حمل الجنازة ودفنها : * يستحب حمل الجنازة من جهاتها الأربع على الأكتاف [ كما في صورة 19 ] .* يسن الإسراع غير الشديد بالجنازة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( أسرعوا بالجنازة ))* يجوز أن يمشي الناس أمام الجنازة ، أو خلفها ، أو عم يمينها ، أو عن شمالها ، فكله وارد في السنة24 . * يكره أن يجلس الذي يتبع الجنازة قبل أن توضع الجنازة على الأرض الأوقات الثلاثة التي نهى صلى الله عليه وسلم عن الدفن فيها : وهي ما جاء في حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال : (( ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهم أو أن نقبر فيهن موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس ، وحين تضيّف الشمس للغروب حتى تغرب ))25 ومعنى (( حين يقوم قائم الظهيرة )) أي قبل الزوال بقليل ، ومعنى (( تضيّف الشمس للغروب )) أي تميل للغروب . * يجوز دفن الميت في الليل أو النهار حسب التيسير ، ويستثنى من ذلك الأوقات الثلاثة الماضية .* يسن أن يغطي قبر المرأة حين إدخالها فيه ليكون أستر لها .* يسن أن يُدْخل الميت القبر من عند رجلي القبر ، ثم يُسل سلاً [ انظر صورة 20 ] ، فاذا لم يمكن ذلك أدْخل من جهة القبلة .[ انظر صورة 21 ]* اللحد أفضل من الشق ، قال صلى الله عليه وسلم : (( اللحد لنا والشق لغيرنا )) 26واللحد هو أن يُحفر للميت في قاع القبر حفرة من جهة القبلة يوضع فيه . [ كما في صورة 22 ] والشق هو أن يحفر له حفرة وسط قاع القبر . [ انظر صورة 23 ] * يسن تعميق القبر ليأمن على الميت من السّباع ، ومن خروج رائحته .* يقول من يُدخل الميت في قبره : ( بسم الله وعلى سُنة – أو ملة – رسول الله ) لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك27 .* يتولى إدخال الميت قبره : الوصي ثم أقاربه ُم أي مسلم * يُسن وضع الميت في قبره على شقه الأيمن مستقبلاً القبلة [ كما في صورة 24 ] لقوله صلى الله عليه وسلم : (( الكعبة قبلتكم أحيا ، وأمواتاً ))28 ولا يضع تحت رأسه وسادة من لِبْن أو حجر ، لأنه لم يثبت ذلك ، ولا يكشف وجهه إلا إذا كان الميت مُحْرماً كما سبق . ثم يسد فتحة اللحد باللِبن ، وما بين اللبن بالطين .* يُسن بعد أن يفرغ من وضعه في قبره أن يحثو كل مسلم من الحاضرين على قبره ثلاث حثيات من التراب ، لفعله صلى الله عليه وسلم29 . [ كما في صورة 25 ]* يسن أن يُرْفع القبر مقدار شبر ليُعلم أنه قبر فلا يُهَان ، ويكون مُسَنماً ، أي على هيئة سنام البعير [ انظر صورة 26 ] لأنه صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.30 ثم توضع عليه الحصباء كما فُعل بقبره صلى الله عليه وسلم31 . ليعرف أنه قبر فلا يُهَان ، ثم ترش الحصباء بالماء لورود ذلك في السنة 32. ويضع على قبره حجراً عند رأسه ليعرف ، كما فعل صلى الله عليه وسلم بقبر عثمان بن مظعون رضي الله عنه 33.* يحرم تجصيص القبر – أي وضع الجُصَ عليه – أو البناء عليه ، أو الكتابة عليه ، أو الجلوس عليه ، أو وطؤه ، أو الاتكاء عليه ، لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كله 34. * يُكره دفن اثنين أو أكثر في قبر واحد ، إلا للضرورة ، بأن يكثر الموتى ويقل من يدفنهم ، كما فعل بشهداء أحد ، ويجعل بين كل اثنين حاجزاً من التراب .* يُسن أن يُبعث لأهل الميت إذا كانوا مشغولين بميتهم طعام ، لقوله صلى الله عليه وسلم لما مات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه : (( أطعموا آل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم )) 35. * يكره لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس ، لقول الصحابة رضي الله عنهم : (( كنا نَعُد صنع الطعام والاجتماع لأهل الميت من النياحة ))36 .* تسن للرجال زيارة القبور ، للدعاء لهم والاعتبار [ كما في صورة 26 ] ، لقوله صلى اله عليه وسلم : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، فانها تذكركم الآخرة ))37 . أما النساء فيحرم عليهن زيارة القبور ، لأنه صلى الله عليه وسلم (( لعن زائرات القبور ))38 لأنهن قليلات التحمل ، فقد يفعلن المحرمات ، من لطم الخدود والنياحة وغيرها ، وقد يكن سبباً للفتنة في موضعٍ يُذكر بالآخرة .* يقول زائر المقبرة : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، و إنّا إن شاء الله بكم لاحقون )) لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك39 . وليحذر المسلم من تعظيم القبور ، أو التبرك والتمسح بها ؛ لأن ذلك من وسائل الشرك .* التعزية :* تسن تعزية أهل الميت بقول : (( إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبر واحتسب )) لثبوته عن النبي صلى اله عليه وسلم 40 وإن قال : ( عظم الله أجرك ) أو ( أحسن اله عزاك ) فلا حرج .* يجوز البكاء على الميت بلا تكلف ، لأنه صلى الله عليه وسلم بكى لما مات ابنه إبراهيم41 ولكن بلا نياحة أو ندب .* يجوز للمصاب بالميت أن يحد على الميت : أي يترك تجارته أو الخروج للنزهة أو نحو ذلك حزناً على الميت ، ويكون ذلك لثلاثة أيام فقط . إلا الزوجة على زوجها ، فيجب عليها أن تحد على زوجها مدة العدة وهي 4 أشهر و 10 أيام إن لم تكن حاملاً ، أما الحامل فتحد على زوجها إلى أن تلد .* يحرم الندب والنياحة على الميت ، والندب هو تعداد محاسن الميت بقول : ( وامطعماه واكاسياه و ........... الخ ) والنياحة هي أن يبكي ويندب برنة تشبه نياحة الحَمَام ، لأن هذا دليل اعتراضه على القَدَر .* يحرم كذلك : شق الثوب ولطم الخد ونتف الشعر ونحوه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية ))42 .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الهوامش :1- رواه الترمذي وصححه الألباني في الإرواء ( 682 ).2- رواه مسلم . 3- متفق عليه . 4- متفق عليه .5- رواه أهل السنن ، وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص14 ) .6- حديث صحيح رواه أحمد ، ينظر تخريجه في رسالة ( الغسل والكفن ) للشيخ مصطفى العدوي ( صفحة 46 ) .7- أخرجه عبدالرزاق في المصنف ( رقم 6117 ) . 8- سورة التوبة ( 84 ) .9- متفق عليه . 10- متفق عليه . 11- رواه البخاري . 12- متفق عليه .13- رواه مسلم . 14- رواه الحاكم وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص51 ) .15- متفق عليه . 16- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص109 ).17- رواه مسلم . 18- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 80 ).19- رواه الحاكم وحسَّن إسناده الألباني في أحكام الجنائز ( ص129 ).20- انظر : أحكام الجنائز للألباني ( ص 127 ).21- أخرجه الدارقطني وجود إسناده الشيخ ابن باز كما في فتاواه ( 12 / 148 ). 22- متفق عليه .23- رواه مسلم . 24- انظر : أحكام الجنائز للألباني ( ص73 ) . 25- رواه مسلم .26 - رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 145 ) .27- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 152 ) .28- رواه البيهقي وسنه الألباني في الإرواء ( 690 ).29- رواه ابن ماجه وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 125 ) .30- رواه البخاري . 31- رواه أبو داود . 32- روي في ذلك مراسيل صحيحة انظر الإرواء ( 3 / 206 ) .33- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 155 ) .34- رواه مسلم . 35- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 167 ) .36- رواه أبو داود وصححه الألباني في أحكام الجنائز ( ص 167 ) . 37- رواه مسلم .38- حديث حسن رواه أهل السنن . 39- رواه مسلم . 40- متفق عليه . 41- متفق عليه . 42- متفق عليه